الثلاثاء: 20 ديسمبر 2011م
وافق قادة دول الخليج بختام القمة التي عقدوها في الرياض الثلاثاء على اقتراح العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي دعا إلى الانتقال من مرحلة التعاون الحالية إلى مرحلة الاتحاد بكيان واحد، وقرروا تشكيل لجنة تتولى دراسة الملف، كما شددوا على قضايا بينها الإصلاح الداخلي ورفض الانقسامات المذهبية وتطوير التعاون الدفاعي والأمني.
وجاء في البيان الختامي لقمة الدول الخليجية إنه أنه "بعد تبادل الآراء" وجه القادة المجلس الوزاري الخليجي تشكيل هيئة مختارة بواقع ثلاثة أعضاء من كل دولة لدراسة الاقتراحات.
وبحسب البيان الختامي، فإن على كل دولة تقديم أسماء مرشحيها بموعد أقصاه فبراير/شباط المقبل، على أن يتم تقديم تقرير حول الملف في مارس/آذار المقبل.
ولفت البيان الختامي إلى "التحديات" التي تهدد بتغيير أوضاع المنطقة، وشدد على ضرورة تسريع "مسيرة التطوير والإصلاح الشامل" لتأمين المشاركة لجميع المواطنين مع الحفاظ على الأمن والاستقرار والرفاه الاجتماعي.
وأكد المجتمعون على المساواة بين جميع المواطنين بالحقوق والواجبات ورفض المذهبية، وكذلك تطوير التعاون الدفاعي والأمني "لضمان التصدي بسرعة وفعالية وبشكل موحد للمخاطر."
وقد وافق قادة الخليج على دراسة "مجالات التعاون المشترك" مع كل من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية، وتشكيل عدد من لجان التعاون المتخصصة في هذا الشأن وصولاً إلى "الشراكة المنشودة،" إلى جانب إنشاء صندوق خليجي للتنمية، يبدأ بتقديم الدعم لمشاريع بالأردن والمغرب بمبلغ مليارين ونصف مليار دولار لكل دولة.
وتحت عنوان "في مجال مكافحة الإرهاب" تطرق بيان قادة دول الخليج إلى قضية اتهام إيران بتدبير محاولة اغتيال للسفير السعودي في واشنطن، فجرى استنكار المحاولة وإعلان تأييد "الإجراءات والخطوات التي ستتخذها المملكة العربية السعودية بهذا الشأن."
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته أمام هذه الأعمال الإرهابية، ومحاولة تهديد استقرار الدول، والأمن والسلم الدوليين.
كما أعرب عن "بالغ القلق لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، ومحاولة بث الفرقة ، وإثارة الفتنة الطائفية ، بين مواطنيها، في انتهاك لسيادتها واستقلالها."
وطالب المجلس الأعلى إيران بالكف عن هذه السياسات والممارسات،
كما أشار إلى أنه يتابع مستجدات الملف النووي الإيراني "بقلق بالغ" مجدداً التأكيد على مواقفه الثابتة لجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج العربي، منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووي.
وفي الشأن السوري، أشاد قادة دول الخليج بالمبادرة العربية وبالجهود الحثيثة التي بذلتها اللجنة الوزارية المعنية بمتابعة الوضع في سوريا، ودعا المجلس الأعلى الحكومة السورية إلى تطبيق كافة بنود المبادرة العربية، وتنفيذ البروتوكول الخاص بمهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية.
كما طالب المجلس الأعلى الحكومة السورية بـ"الوقف الفوري لآلة القتل، ووضع حد لإراقة الدماء وإزالة أي مظاهر مسلحة والإفراج عن المعتقلين،" كخطوة أولى للبدء في تطبيق البروتوكول.
وكان العاهل السعودي قد دعا دول الخليج إلى الانتقال من إطار التعاون الراهن إلى "الاتحاد بكيان واحد يدفع الشر ويجلب الخير،" وذلك في كلمة ألقاها بافتتاح القمة الخليجية بالعاصمة السعودية، ليل الاثنين.
وقال الملك عبدالله بن عبدالعزيز، متوجهاً إلى قادة الدول الخليجية: "نجتمع في ظل تحديات تستدعي منا اليقظة وزمن يفرض علينا وحدة الصف والكلمة." مشيرا إلى أن دول الخليج "جزء من الأمة العربية، معتبراً أن ذلك يوجب عليها "مساعدة الأشقاء" في حقن الدماء وتجنب الصراعات.
وتابع العاهل السعودي كلمته المقتضبة بالقول: "لقد علمنا التاريخ وعلمتنا التجارب ألا نقف عند وصف واقعنا ونقول اكتفينا، ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في آخر القافلة ويواجه الضياع، وهذا أمر لا نقبله جميعاً لذلك أطلب منكم لذلك أطلب تجاوز مرحلة التعاون إلى الاتحاد بكيان واحد يدفع الشر ويجلب الخير."